المغرب: هجوم بوليسي همجي على جامعة محمد بن ع الله، فاس Arabic Share Tweet Arabic translation of Morocco: Police brutality at Sidi Ben Abdellah University, Fez (July 2001) بمناسبة مرور خمسة سنوات على الأحداث الدموية التي سببها الهجوم الهمجي الذي نظمته قوات القمع على طلبة جامعة محمد بن ع الله، يوم 14 ماي 2001، نعيد هنا نشر مقال سبق لنا أن نشرناه على صفحات موقعنا: الدفاع عن الماركسية – www.marxist.com، بتاريخ: 16 يوليوز 2001. وذلك حتى لا ننسى الاثنين: 16 يوليوز 2001 اندلعت مواجهات عنيفة في حي الليدو بفاس، ما بين 12 ماي و14 ماي، ويعتقد أن سببها خلافات بين شباب الحي والمناضلين الطلبة بالجامعة، إلا أن تدخل البوليس حمل معه المزيد من التوتر، حيث إستخدموا الغازات المسيلة للدموع لمساندة شباب الحي الصفيحي الذين تسببوا في إنفجار أعمال العنف. لقد إقتحمت أجهزة الدولة القمعية جامعة محمد بن ع الله مستعملة جرافة وفرضت على الطلاب الدخول في مواجهة مسلحة. خلف هذا التدخل العديد من الجرحى والمعطيات الرسمية تتحدث عن سقوط 4 قتلى، رغم أنه لم يصرح سوى بأسماء ثلاثة منهم: بوعبيد حفيظ، حفيظ حميمد وهشام البوزيدي. الحركة الطلابية في فاس منقسمة على نفسها كما أن عزلتها الحالية عن الساكنة المحلية ساهم في نشوء الأسباب الغامضة التي أدت إلى هذه المواجهة. والطلبة واعون بأن مؤامرات البوليس قد أدت إلى حدوث التوتر بينهم وبين شباب حي الليدو. لقد إشتعل فتيل المواجهة بسبب صراع بسيط بين طالب وأحد شباب حي الليدو، لكن وصول الدعم من كلا الطرفين أدى إلى حدوث مواجهة دموية. إن أسباب هذه الأحداث واضحة للغاية، إذ أن النظام يستهدف إضعاف النقابة الطلابية وسحق كل معارضة لمخططه المستقبلي لإصلاح التعليم والذي أطلق عليه إسم "الميثاق الوطني للتربية والتكوين". إن تخفيض إعتمادات الدولة ضروري، من وجهة نظر تحرير الإقتصاد، كما أن مصالح الطبقة الرأسمالية تقتضي سحق أية حركة طلابية قوية وإستعمال أقصى الإجراءات لإخماد أية معارضة منظمة وتشويه صورتها ولم يكن شباب الليدو سوى وسيلة إستخدمت، بشكل غير مباشر، للوصول إلى هذا الهدف. حيث أن الدولة لن تلام على تدخلها وستستعمل لا حقا هذا التدخل وسيلة لتهجير سكان حي بمبرر "محاربة دور الصفيح". لقد حاول النظام دائما تطبيق خطة "فرق تسد" على محتلف شرائح الشباب. وخلال إحدى الإجتماعات الطلابية السابقة صرحت مجموعة طلابية جديدة تسمى "الطلبة الثوريين" أنها حاولت إجراء مصالحة مع شباب الليدو لكن هؤلاء رفضوا بسبب أن مجموعة "كوبا" هاجمت عناصر منهم. إن الهدف الأساسي لقوات البوليس هو الحيلولة دون أن يقوم الطلبة بتوجيه نداء سياسي إلى الطبقة العاملة المحلية، ولهذا السبب وفرت الحماية لتلك الشريحة من البروليتاريا الرثة ومكنتها من الضروف الملائمة...والمعلومات. إن هذه الأحداث المؤسفة تشكل مؤشرا عن تطور في إستراتيجية الدولة لأنه تاريخيا كان كلا الجانبين [ الطلاب وسكان الحي الليدو ] يوفرون الحماية لبعضهم البعض عندما يقوم النظام بتنظيم حملة قمع ضدهم. إن مصالح النظام تقتضي ضرب الحليفين المفترضين كليهما. لقد كان مبرر الدولة في التدخل هو بلاغ مفبرك من طرف إدارة الحي الجامعي، نشرته وسائل الإعلام، مفاده أن الطلاب قد إحتجزوا بعض العمال الجامعيين كرهائن. ومن ثم إقتضت "المسؤولية القانونية" إعطاء الأوامر للبوليس من أجل التدخل. إلا أن أحد الإداريين أكد أنه هو وزملائه كانوا مختبئين خوفا من أعمال العنف، حيث أغلقوا على أنفسهم داخل غرفة وأنهم لم يكونوا محتجزين بالقوة. دافع الطلاب من جهتهم عن أنفسهم ورفضوا التراجع إلى حين مغادرة البوليس للحرم الجامعي. ومع تصاعد الروح النضالية تم رفع مطالب أخرى. كانت المحاكمة التي تلت الأحداث فاقدة للمصداقية بالنظر إلى فساد السلطات المغربية. وقد صرح نجيب مبارك،عضو هيئة الدفاع، أن كان هناك غياب تام لأي إحترام للمقتضيات القانوينة: ليس هناك أي دليل إثبات للتهم الموجهة للمهتمين، إذ أن جميهم اعتقلوا بشكل عشوائي وبعيدا عن ساحة المواجهات. لم يكن العنف الممارس من طرف البوليس مبررا، إذ أن العديد من المتهمين تعرضوا لكسور في أطرافهم وجروح خطيرة. لم تكن الإستنطاقات التي تمت في مخافر الشرطة رسمية ولم يتم السماح بحظور أي مراقب. لقد تم إعتقال أكثر من 116 طالبا، وتختلف الإتهامات الموجهة إليهم ما بين تخريب ممتلكات عمومية واحتجاز موظفين كرهائن والعصيان. من الضروري أن نشير إلى أن السبب الأساسي لهذه المواجهات هو تطبيق مخطط التقويم الهيكلي للإقتصاد والذي أدخل إلى بلدان شمال إفريقيا منذ أواسط الثمانينات ليتوج بتطبيق ما يسمى "الميثاق الوطني". إنه مخطط سياسي مصاغ بدقة هدفه تضليل الطبقة العاملة ودفعها إلى خدمة "المصالح الوطنية"، بينما يتم العمل، في نفس الآن، على سحق الحركة العمالية ودفع البلد نحو خوصصة كثيفة وإخضاعه للإحتكارات الأجنبية والإستغلال البشع تحت إمرة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. تاريخيا لعب الطلاب في كل بلدان شمال إفريقيا، دورا في تفجير النضالات السياسية. وقد تم تركيع الحكومات في العالم العربي بفعل النضالات التي أشعل الطلاب فتيلها. إن الغليان الذي تعرفه الحركة الطلابية اليوم، يشكل رسائل إنذار للدولة. إذ كلما نهضت الحركة الطلابية للنضال يكون ذلك تأكيدا على وجود أزمة تعصف بالبلد ومؤشرا على ضرورة حدوث تغيير. نعلن دعمنا لطلاب جامعة محمد بن ع الله ونردد مطالبتهم بالإطلاق الفوري لسراح المعتقلين ونطالب بتعويضهم ماديا ومعنويا. فتح تحقيق في الأحداث ومعاقبة مسؤولي الدولة الذين يقفون وراء الإستغلال الميكيافيلي لأحداث الليدو، هذا الشعار لن يكون سوى دعوة إلى العودة إلى وضع الجمود (status quo)... لكن ما العمل للتقدم نحو الأمام؟ المهم هو من سوف يقوم بمثل ذلك التحقيق في ظل غياب أي نوع من الحريات السياسية وغياب الحق في التنظيم، وهي الحقوق التي لن يمكن الحصول عليها سوى بالنضال الجماهيري. عنوان النص بالانجليزية: Morocco: Police brutality at Sidi Ben Abdellah University, Fez