التيار الماركسي الأممي يصدر العدد الحادي عشر من مجلته: الحرية والشيوعية Arabic Share Tweetالرفيقات الرفاق نضع بين أيديكم العدد الحادي عشر (11) من مجلتكم الشيوعية والحرية، والذي يتضمن مجموعة من المقالات الهامة التي تناقش قضايا تاريخية وعلمية ذات أهمية بالغة:مقال: ” دون كيشوت، وإسبانيا في عصر سرفانتس”، بقلم آلان وودز، والذي يناقش فيه رائعة سيرفانتيس: “دونكيشوت دي لامانشا”، التي هي رواية احتلت عن جدارة مكانتها ضمن أعظم الآثار الأدبية العالمية على الإطلاق، لأنها تمكنت بالفعل من أن تدمج في قالب أدبي رفيع تحليلا عميقا للأوضاع التاريخية للمجتمع الاسباني، خلال القرن الخامس عشر، الذي كان مجتمعا يشهد مخاضا عسيرا لنظام اقتصادي اجتماعي سياسي يريد أن يولد (النظام الرأسمالي) في مواجهة نظام اقتصادي اجتماعي سياسي قديم محتضر لكنه لا يريد أن يموت (النظام الإقطاعي)، وكذلك تحليلا ونقدا بارعا للسيكولوجيا والأخلاق والدين والعلاقات الاجتماعية…قام آلان في ذلك المقال بتحليل في منتهى العمق والموسوعية للرواية بربطها بسياقها التاريخي والأدبي واستخلص التشابهات التي توجد بين عصر سيرفانتيس (الذي كان عصر الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية) وعصرنا (عصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية)، مما يجعل من قراءته مسألة ضرورية بما في ذلك لفهم الرواية نفسها، شكلا ومضمونا، ناهيك عن فهم العصر الذي كتبت فيه…يتضمن العدد كذلك مقالا للرفيقين: ديفيد غارسيا كولين وفينسنت أنجيرير عن تلسكوب جيمس ويب والذي يناقش فيه تلك الاكتشافات الباهرة التي أعلنت عنها وكالة نازا والمبنية على الصور التي أرسلها التلسكوب لأعماق الكون.يشرح الرفيقان أزمة النظرية السائدة في علم الكونيات، نظرية الانفجار العظيم، والتي زادتها الاكتشافات تفاقما، والورطة التي وجد فيها أنصارها أنفسهم بسبب تشبثهم بها رغم كل الأدلة التي تثبت تهافتها. كما يوضح أن المادية الديالكتيكية خرجت مجددا منتصرة وتأكدت مبادئها الأساسية عن أن المادة لا تخلق ولا تفنى وأن الكون لم يظهر لا منذ ستة آلاف سنة كما تقول الأديان، ولا قبل 13 مليار سنة كما تقول نظرية الانفجار العظيم، بل هو كون سرمدي بلا “بداية” ولا “نهاية”…كما يتضمن العدد أيضا مقالا علميا آخرا للرفيق جو أتارد حول مجلة نيو ساينتس، التي تعتبر من أبرز المجلات العلمية، التي تحاول تبسيط العلوم لجعلها في متناول الناس غير المتخصصين. فيناقش المستنقع المثالي الذي وصلت إليه بحيث صارت تدافع صراحة عن أفكار غير علمية بالمطلق، بما في ذلك نفي وجود الواقع الموضوعي !!يربط الرفيق جو أتارد في مقاله هذا أزمة المجلة بأزمة الفكر البرجوازي عموما، حيث أن انحطاط النظام الرأسمالي ليس انحطاطا اقتصاديا وسياسيا فقط، بل هو انحطاط عام يمس الأخلاق والآداب والفن والفلسفة… كما يشرح كيف أن توهم بعض أعظم العقول في مجال الفيزياء وغيرها من العلوم، أنهم لا يحتاجون إلى فلسفة متناسقة يتملكونها بشكل واع وبدراسة عميقة، يجعلهم ضحايا لأسوأ أشكال الفلسفات التي يتشربونها من مختلف الجهات (الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والإعلام، إلخ) فيسقطون في أبشع الأخطاء عندما يحاولون تقديم تأويل للاكتشافات الباهرة التي يحققونها في مجال الفيزياء، وغيره من العلوم.وتجدون في هذا العدد كذلك، مقالا للرفيق محمد حسام عن الانقلابات في أمريكا اللاتينية، بعنوان ” الانقلابات والنضال الجماهيري في أمريكا اللاتينية” والذي يحلل فيه ردود فعل الطبقات السائدة المذعورة، في ذلك الجزء من العالم، أمام صعود أحزاب اليسار إلى السلطة، ليس لخوفها من هؤلاء القادة الإصلاحيين، بل لكونه تعبيرا عن رغبة الجماهير في إيجاد حل لمشاكلها الملحة من خلال انتخاب أحزاب ترى فيها معبرا عن همومها. ولكونه يحرك قوى اجتماعية لا يمكن لهم، ولا لعملائهم الإصلاحيين، التحكم فيها بعد أن تنهض لأخذ مصيرها بأيديها.كما يفضح شكلية وخداع الديمقراطية البرجوازية التي لا تكون صالحة، من وجهة نظر الرأسماليين، إلا عندما لا تهدد نظامهم وتساعدهم على تأبيد سيطرتهم على السلطة والثروة، لكنهم مستعدون دائما للتخلص منها دون أي تردد وبأشد الطرق وحشية، بما في ذلك الانقلابات الدموية وتقتيل المتظاهرين العزل، عندما تهددهم بخروج الأمور عن سيطرتهم.يقدم هذا العدد الدليل، مرة أخرى، على خطأ ذلك الرأي القائل بأن الماركسية مجرد نظرية اقتصادوية همها تحليل الأجور ونقاش الخبز وظروف العمل. إنها على العكس من ذلك سلاح في يد الطبقة العاملة لتحليل الواقع في كل أبعاده الاقتصادية والسياسية والتاريخية والفلسفية لتتمكن من فهمه لتتمكن من تغييره، بينما الفلسفة البرجوازية، في عصر انحطاطها، هي كما قال عنها جوزيف ديتزغين ليست علما، بل هي مجرد أداة للتصدي للماركسية، لذلك لا بد للماركسيين أن تكون لديهم فلسفتهم الخاصة، والتي هي أهم الأسلحة في ترسانتنا الثورية.أيتها الرفيقات أيها الرفاق، كل من ينصحكم بالابتعاد عن التكوين الذاتي العميق وامتلاك النظرية الثورية، تعاملوا معه بالاحتقار الذي يستحقه، لأنه يريد في الواقع إبعادكم عن العمل الثوري، لأنه لا حركة ثورية دون نظرية ثورية. لذا احرصوا على الدراسة الجدية المتأنية للفكر الماركسي.